رضوان الزياتى يكتب: جهاز أمن المباريات وشروط الداخلية

31 مارس 2012 الساعة 10:44 صباحا

يبدو أننا فى مصر لانريد أن نتعلم ..ولانريد أن نتقدم ..ولابد أن تحدث كل مرة كارثة حتى نستوعب درسا جديدا ..فالتخطيط العلمى غائب ..والنظرة المستقبلية غالبا غير موجودة!!.
 
ومنذ مذبحة بورسعيد المشئومة ونحن نعيش "مكلمة" لا تنتهى ..تبادل اتهامات ..وإضرابات واعتصامات..وضغوط من هنا وهناك للتأثير على قرارات اتحاد الكرة قبل وبعد صدورها وكذلك تحقيقات النيابة ..ولجان تقصى الحقائق ..وللأسف لم نجد أحدا يبحث عن الحلول المستقبلية لتجنب مثل هذه الكارثة مستقبلا واستئناف النشاط الكروى بمصر بشكل جديد يتناسب مع اسم هذا البلد العريق والذى يظلمه أهله!!
 
قلت من قبل إننا جميعا لابد أن نجلس حول مائدة مستديرة نناقش الحلول ونتخذ القرارات المناسبة بشأن عودة النشاط الكروى ..ويضطلع كل مسئول بمسئولياته ..لأن ما يحدث حاليا هو هروب غريب من الكل ورعب وهلع من تحمل المسئولية!!
 
بالطبع من الصعب ..إن لم يكن من المستحيل استئناف النشاط الكروى هذا الموسم ..لأن كل أجهزة الدولة وعلى رأسها الأمن مشغولة بتأمين انتخابات الرئاسة ..والداخلية لن تتعهد بتأمين مباريات إلا المباريات الدولية الرسمية الملحة ..حتى المباريات الدولية الودية المهمة رفضت إقامتها فى مصر بدليل أن منتخبنا الوطنى ينتقل من بلد لآخر ليلعب مباريات دولية من أجل الاستعداد لتصفيات كاس العالم وكأس الأمم ..صحيح أننا نلقى كل الود والمحبة والمعاونة الصادقة من إخواننا فى قطر والإمارات والسودان الذى نحل عليه ضيوفا هذه الأيام ..لكن هذا لا يجب أن يستمر لأنه فى رأيي ومع احترامى وتقديرى للأشقاء الذين نحل عليهم ضيوفا من وقت لآخر يقلل من قيمة مصر واسمها الكبير ويقلل من رصيدنا عند الآخر
 
 إنه عار على كل المسئولين فى الدولة بلا استثناء أن يقيم المنتخب الوطنى كل معسكراته ومبارياته خارج الوطن ..ولابد أن يعود المنتخب إلى بيته ويلعب مبارياته على أرضه ولو بدون جمهور!!
 
أعود للرؤية المستقبلية والحلول العملية لمشكلة تأمين مباريات الكرة فى بلادنا ..واستعير التجربة السودانية ولتى حققت نجاحا كبيرا ..حيث أنشأوا جهازا خاصة لتأمين المباريات باسم "جهاز أمن الملاعب" وهو جهاز مدنى تابع لوزارة الداخلية يرتدى أفراده زيا خاصا بعيد تماما عن أى شكل من أشكال الزى العسكرى ..وهذا الجهاز يتولى تأمين عملية دخول وخروج الجماهير والملعب من الداخل وهو الذى يتعامل مع الجماهير فى كل شىء دون أى تدخل من الشرطة التى تتولى تأمين الفرق والحكام فقط ولاتتدخل فى أى مشكلة مع الجماهير إلا فى الحالات القصوى أو بطلب من جهاز أمن الملاعب ..ويتم تمويل هذا الجهاز ومرتبات أفراده من دخل مباريات الكرة.
 
أما شروط الداخلية لعودة المباريات وبرغم أنها أساسية وضرورية وخاصة شرط تركيب كاميرات حديثة فى كل الملاعب ..لكنها شبه تعجيزية اللهم إلا إذا وفرت الدولة التمويل المالى الذى يقدر بمئات الملايين من الجنيهات للوفاء بكل هذه الشروط..فى الوقت الذى نعانى فيه من أزمة حقيقية لتوفير السلع الأساسية والاستراتيجية ..لابد من تنفيذ هذه الشروط على مراحل وليس مرة واحدة .. وأمامنا الفرصة قبل أن ينطلق الموسم الجديد فى أغسطس المقبل ..لأننى أرى أنه يستحيل حاليا تنفيذ أى نشاط محلى.

آخر اﻷخبار

الاكثر قراءة